قلب الشاعر
كــلُّ مــا هـبّ, ومـا دبّ, ومـا نــام, أو حـام عـلى هـذا الوجـودْ
مــن طيــورٍ, وزهــورٍ, وشـذى وينـــابيعَ, وأغصـــانٍ تميـــدْ
وبحــــارٍ, وكهــــوفٍ, وذُرى وبـــراكينَ, ووديـــانٍ, وبيـــدْ
وضيـــاءٍ, وظــلالٍ, ودُجــى, وفصـــولٍ, وغيــولٍ, ورعــودْ
وثلـــوجٍ, وضبـــابٍ عـــابرٍ, وأعـــاصيرَ, وأمطـــارٍ تجــودْ
وتعـــــاليمَ, وديــــنٍ, ورؤى, وأحاســـيس, وصمــتٍ, ونشــيدْ
كلُّهـــا تحيـــا بقلبــي, حُــرّةً غضــةَ الســحرِ, كأطفـالِ الخـلودْ
*******
ههنـا, فـي قلبـيَ الرحْـبِ, العميق! يـرقص المـوتُ وأطيـافُ الوجـودْ!
ههنــا, تعصــف أهــوالُ الدجـى ههنــا, تخــفِقُ أحــلامُ الـورودْ
ههنــا, تهتــف أصــداءُ الفنــا ههنــا, تُعــزَفُ ألحــانُ الخـلودْ
ههنــا, تمشـي الأمـاني, والهـوى, والأسـى, فـي مـوكبٍ فخْـمِ النشـيدْ
ههنــا الفجــرُ الــذي لا ينتهــي ههنــا الليــلُ الــذي ليس يبيــدْ
ههنـــا, ألــفُ خِــضمٍّ, ثــائرٍ خــالدِ الثــورةِ, مجـهولِ الحـدودْ
ههنـــا, فــي كــلِّ آنٍ تمَّحــي صُــورُ الدنيـا, وتبـدو مـن جـديدْ
[ 16 مارس / أذار 1934 ، 29 ذو القعدة 1352