اعتادت وفاء على الابتسام لكل الناس.. كانت فتاة بشوشة .. تبتسم لكل من تعرف ومن لا تعرف.. فكانت إذا التقت بأي سيدة .. فتاة.. أو طفلة.. وتلاقت العيون.. أن تنظر إليها نظرة ود وأن تبتسم لمن أمامها.. وربما ألقت عليها التحية "السلام عليكم" لو كانت قريبة منها..
وفي أحد الأيام.. انطلقت وفاء إلى حيث وضعت سيارتها.. كانت على عجل من أمرها.. وبينما هي منشغلة بإخراج السيارة.. وجدت سيدة مسنة تمر بالقرب من السيارة.. نظرت إلى السيدة بسرعة ثم عادت لانشغالها.. لاحظت وفاء اهتمام السيدة بتصرفها.. فنظرت إليها مرة أخرى بهدوء وابتسمت ثم قالت: "السلام عليكم"..
اقتربت السيدة منها وقالت: "هل تعرفينني؟؟"..
وفاء: "لا.. أردت فقط إلقاء التحية عليك"..
قالت: "هل تسكنين في هذه المنطقة؟؟"..
وفاء: "نعم"..
قالت: "هل أنت متزوجة؟؟"..
وفاء: "لا"..
قالت السيدة بإخلاص: "ربنا يرزقك السعادة يا بنتي ويصلح أحوالك".. ثم انصرفت..
شعرت وفاء بالراحة أن أدخلت السعادة على قلب سيدة مسنة.. ثم انطلقت في طريقها..
نسينا في أيامنا هذه بعض التصرفات البسيطة التي تؤلف بين القلوب..
لن يكلفك الابتسام في وجه أخيك وإلقاء التحية عليه شيئاً..
كما وأنها سنة عن الحبيب المصطفى محمد:
"ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم..
أفشوا السلام بينكم"..
"تبسّمك في وجه أخيك صدقة"..